الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا تساوم تركيا وتلوح بإبقاء معبر باب الهوى شمال سوريا فعالاً مقابل مكاسب ميدانية 

روسيا تساوم تركيا وتلوح بإبقاء معبر باب الهوى شمال سوريا فعالاً مقابل مكاسب ميدانية 

08.07.2021
هبة محمد


القدس العربي 
الاربعاء 7/7/2021 
دمشق – "القدس العربي": ينطلق اليوم الأربعاء الاجتماع الدولي السادس عشر من مفاوضات "أستانة" بشأن الملف السوري، في مدينة نور سلطان، الكازاخية، التي ستستضيف خلال يومي 7 و 8 يوليو/تموز وفوداً رفيعة المستوى، بمشاركة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن، ووفدي الحكومة والمعارضة ووفود من الدول الضامنة، لبحث ملف المعابر والمساعدات الإنسانية، وإيقاف الهجمة العسكرية الشرسة التي يشنها النظامان السوري والروسي على محافظة إدلب ومحطيها شمال غربي سوريا، في سبيل إعادة إرساء اتفاق وقف إطلاق النار، وإيقاف محاولات الحلف المهاجم من انتهاك خطوط التماس التي تم تثبيتها باتفاق الخامس من آذار 2020، بينما اعتبر مراقبون لـ "القدس العربي" أن الابتزاز الروسي هو العنوان الأبرز لهذه المباحثات، حيث تساوم روسيا أنقرة وتلوح باستمرار فتح معبر باب أمام المساعدات الإنسانية مقابل تحصيل مكاسب ميدانية. 
وأكدت وزارة الخارجية الكازاخية في بيان الثلاثاء، مشاركة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن في الاجتماع المقرر، وجاء فيه "المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن أكد مشاركته في الاجتماع المقبل حول سوريا ضمن مفاوضات أستانة المقررة في 7 و8 تموز الحالي". 
بعد 15 جلسة "فاشلة": ملف إدلب والمعابر الإنسانية يتصدران جولة "أستانة" الجديدة 
وقال مصدر في المكتب الصحافي بوزارة خارجية كازاخستان: "أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، مشاركته في الاجتماع المقبل". ونوه بأن مدينة نور سلطان ستستضيف في يومي 7 و 8 الحالي الاجتماع الدولي السادس عشر رفيع المستوى لصيغة أستانة بشأن سوريا. 
ومن المقرر أن تشارك وفود من الدول الضامنة (إيران وروسيا وتركيا) والحكومة السورية والمعارضة المسلحة السورية. وكمراقبين سيشارك في الفعالية، ممثلو الأمم المتحدة والأردن ولبنان والعراق. وسيناقش المشاركون في الفعالية، الوضع في سوريا، والمساعدات الإنسانية الدولية لهذه الدولة، وآفاق استئناف عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف، وإجراءات بناء الثقة، بما في ذلك تبادل الأسرى، والإفراج عن الرهائن. 
وسيترأس الوفد الروسي مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، ومن الجانب الإيراني كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، فيما يمثل الجانب التركي نائب وزير الخارجية سادات أونال، كما يترأس وفد المعارضة السورية أحمد طعمة وعن وفد النظام السوري معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان. 
ومن المقرر عقد هذا اللقاء، ضمن تدابير الحجر الصحي، ونظراً للوضع الوبائي المنتشر (كورونا) في مدينة نور سلطان، فإن عدد المشاركين في الاجتماع سيكون محدوداً، حسب بيان الخارجية. 
المعابر الإنسانية 
رئيس الوفد التفاوضي للمعارضة السورية في مؤتمر أستانة، أحمد طعمة، قال في اتصال مع "القدس العربي" أن هناك مجموعة من الملفات المطروحة، أهمها ملف المعابر الإنسانية، والحرص على استمرار فعاليتها، والحفاظ على هذه الشرايين مفتوحة لضمان دخول المساعدات إلى الأهالي. وأضاف لـ "القدس العربي" أن الملف الثاني، هو إدلب، وضرورة إيقاف خروقات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار شمال غربي سوريا، ووقف محاولات انتهاك خطوط التماس التي تم تثبيتها عبر اتفاق الخامس من آذار العام الفائت. 
وكشف المتحدث باسم وفد المعارضة السورية، أن مسألة استمرار المعابر الإنسانية بتقديم المساعدات، ستكون حاضرة على رأس أجندة اجتماعات "أستانة-16" بالعاصمة الكازاخية نور سلطان. حسب وكالة "الاناضول". وقال المتحدث باسم الوفد أيمن العاسمي "في هذه الجولة والجولات السابقة المعارضة تمثل صوت الشعب السوري والثورة دون حضورها لا يمكن حصول أي اجتماع". وأضاف: "المعارضة جزء من المسار، وتمثل آمال الشعب والثورة، وفاعليتها تتعلق بمدى الجدية التي تكون عليها الأطراف الأخرى، وخاصة الروس، لأن الإيرانيين جزء من المشكلة وليسوا جزءاً من الحل". لافتاً إلى أن "المعارضة تحاول التحاور مع الروس بالاجتماعات، فاعلية تواجد المعارضة بالمسار مركبة وليس بسبب جولة وبفترة مؤقتة أو آنية، موجودة بحكم نوع المعارضة التي معظمها عسكري، وهو جزء أساسي في القضية السورية". 
وحول أجندة الاجتماعات، قال العاسمي، الأجندة مستجدة دائما ومدى الاتفاق عليها يكون حسب الجدية من قبل الروس تحديداً، ولكن واضح أن القضية تتعلق بالمعابر وخاصة أن الموضوع الإنساني مهم لكل السوريين، ونحن نحرص أن تستمر المساعدات لكل المناطق، وبقاء المعابر مفتوحة تضمن دخول المساعدات عبرها". واستدرك قائلاً: "هناك بوادر أمل وحلحلة في قضية المعابر". 
توقعات المعارضة 
ولفت أن "القضية الثانية هي خروقات النظام وعملية التصعيد التي كانت تعقد لأجلها جولات أستانة وجنيف، إذ إن النظام يصعد ويستخدم الإجرام لتحقيق مآرب عسكرية وسياسية، معتبراً أن "هذا أمر غير إنساني وغير منطقي، وعلى الدول الداعمة له الانتباه لهذا الأمر (..) المعارضة ترفض ذلك، وهي قادرة على الرد ولكن تحرص دائماً على التهدئة لأنها ضرورية للحل السياسي". ورجح العاسمي أن يكون لهذا المسار ربما فاعلية أكبر في الأيام القادمة، "وهو بالنهاية يتعلق بجدية روسيا بغض النظر عن إيران". وأضاف "المسار له أهمية ويؤمل منه تحقيق اتفاقات جديدة تساعد على الحل السياسي، والمزاج الدولي يساعد بهذا، خاصة التفاهمات غير المعلنة بين الروس والأمريكان". 
وحول توقعات وآمال المعارضة، قال العاسمي: "هناك تفاؤل في هذا الصدد ولكن التصريحات الروسية أحياناً لا تدفع للتفاؤل، إلا أن المزاج الدولي يساعد على الدفع في القضية، وهناك عوامل كثيرة تساهم في إنجاح الاجتماع وهناك أمل، ولقاءاتنا مع الجانب الروسي تتركز دائماً على دعمهم للنظام.. يفترض دعمهم الحل السياسي، لأن الشعب قرر أن يغير النظام الديكتاتوري فيفترض بدولة فاعلة بأن يكون لها دور أفضل، ودعم بشار الأسد لن يجلب الاستقرار".وقال المتحدث باسم وفد المعارضة إن "المعارضة مستعدة للتعاون في القضايا المرتبطة بالقضية السورية التي لا تحل إلا بتوافق الأطراف الفاعلة والمعارضة، وإجبار النظام، وهو ما سنتناوله مع الروس ومواجهتهم بخروقات النظام باتجاه مناطق المعارضة" معتبراً أن "الطموحات ليست كبيرة وبالنهاية نأمل نتيجة إيجابية، ويجب أن يكون هناك تركيز على المسائل المطروحة جميعها، بل يجب تحقيق المزيد، وسنبقى نشارك كمعارضة وتطرح أفكارها وتوصل صوتها". 
الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام رشيد حوراني اعتبر أن تحديد اجتماع أستانة في هذا التوقيت، مرده عدة أسباب أهمها سعي روسيا للحفاظ على هذا المسار، لاسيما بعد سلسلة اجتماعات دولية هامة، من بينها الاجتماع الروسي – التركي – القطري، واجتماع روما الذي استثنى روسيا وإيران من الحضور. 
وأبدى المتحدث لـ "القدس العربي" اعتقاده بأن أبرز الأسباب وراء استكمال لقاءات هذا المسار هو رغبة "روسيا في مساومة تركيا والضغط عليها من أجل تحصيل مكاسب منها، وذلك عن طريق التلويح بإبقاء معبر باب الهوى مفتوحًا أمام المساعدات الإنسانية". 
كما تريد موسكو العمل مع تركيا لحلحلة موضوع الفصائل الراديكالية وفق رأيه "فهي بين الحين والآخر تدعي تحضير هذه الفصائل هجوماً على أهدافها، أو تحضير هذه الفصائل لهجمات كيميائية حسب ادعائها".